المجلس الثقافي للبنان الجنوبي هو مؤسسة ثقافية عريقة. تأسست قبل خمسين عاماً في زمن كان للثقافة موقع مميز في الحياة اللبنانية. وكان المثقفون من أبناء الجنوب اللبناني يملأون الحياة الثقافية ويغنونها بإبداعاتهم في شتى ميادين المعرفة والابداع الفكري والأدبي والفني. وكان الشعراء بينهم يتابعون ويستكملون، من الموقع اللبناني والجنوبي على وجه التحديد، ما كان قد أصبح ظاهرة مميزة في الشعر الفلسطيني الحديث، الظاهرة التي صارت تعرف بظاهرة شعراء المقاومة. وكان المجلس، منذ تأسيسه في عام 1964 من قبل نخبة من مثقفي الجنوب اللبناني، المركز الذي التقى في صفوفه وفي مجمل نشاطاته العديد من المثقفين اللبنانيين والعرب، وفي مقدمتهم المثقفون الفلسطينيون، ممن كانوا قد جاءوا إلى لبنان وسوريا، بعد نكبة فلسطين. وكانت معظم القضايا العربية في مركز اهتمام المجلس في الندوات والمحاضرات وفي الدراسات وفي الكتب العديدة التي أصدرها وزاد عددها على الثمانين كتاباً. لكن فلسطين وقضيتها ومقاومتها والهموم المتصلة بشعبها، والقضايا المتصلبة بتاريخها القديم والحديث، كانت على امتداد الأعوام الخمسين من عمر المجلس الهم الدائم عند المسؤولين فيه، وفي مقدمتهم أمينه العام حبيب صادق، الأديب والشاعر والقائد السياسي القريب من قلوب اللبنانيين لا سيما من أبناء جنوبه المناضل الصامد، الشقيق الدائم للشعب الفلسطيني، والشريك الدائم له من محنه المتواصلة. المجلس الثقافي للبنان الجنوبي الذي التقى على منبره العديد من كبار الأدباء العرب، ومن ضمنهم أدباء وشعراء فلسطينيون كان له شرف استضافة شاعر فلسطين والعروبة محمود درويش منذ مطلع سبعينات القرن الماضي حتى الأعوام الأخيرة من حياته. وفي هذا العام بالذات يحتفل المجلس بيوبيله الذهبي في تظاهرة ثقافية يلتقي فيها حوله العديد من أهل الثقافة في لبنان تكريماً له واعترافاً بدوره المميز في خدمة قضية الثقافة وقضية الحرية وقضية الانسان. إن هذا الدور المميز للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي في العمل الثقافي في مجالاته وميادينه المختلفة، هو الذي يجعله مؤهلاً بجدارة للحصول على جائزة محمود درويش للابداع الثقافي.

لماذا استحق المجلس الثقافي للبنان الجنوبي جائزة الشرف الخاصة للعام 2014

ـــــــــــ
المجلس الثقافي للبنان الجنوبي